رغم التاريخ الطويل لنادي النصر السعودي في المنافسة على البطولات المحلية والقارية، يظل الفريق يعاني من ظاهرة متكررة باتت تثير التساؤلات داخل الأوساط الرياضية والإعلامية، وهي التعثر في الأمتار الأخيرة من كل موسم، حتى وإن قدّم مشوارًا قويًا قبل ذلك.
الإعلامي الرياضي المعروف محمد الدويش سلط الضوء على هذه الأزمة التاريخية من خلال تحليله عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، حيث قدّم رؤية مختصرة ولكنها عميقة لأسباب تعثر العالمي المتكرر، وخصوصًا في اللحظات الحاسمة.
تحليل الدويش: النصر ليس فريقًا ضعيفًا بل يعاني من لحظات الحسم
في تدوينته، قال الدويش:
"#النصر قد يكون أكثر فريق نافس على البطولات..
قد يكون أكثر من فاز بالوصافة..
هذا يدل على أنّ الفريق في معظم المواسم عنده شخصية المنافس ولكنه يتعثر في الخطوة الأخيرة بأخطاء فردية أو تحكيمية أو ركلة ترجيحية..
الفريق الذي دون شخصية لا ينافس بل قد يهبط."
تحليل الدويش يحمل بين سطوره تبرئة نسبية للفريق من ضعف الشخصية أو غياب الجودة، مؤكدًا أن النصر يملك شخصية الفريق البطل، لكنه يفتقد القدرة على التعامل مع ضغط المباريات النهائية أو اللحظات الحاسمة، وهو ما يفسر تكرار مشهد "الوصافة" في كثير من البطولات.
السوبر السعودي.. أحدث الحلقات
التعثر الأخير للنصر جاء في بطولة كأس السوبر السعودي، حيث خسر الفريق لقب البطولة أمام نظيره الأهلي بركلات الترجيح، بعد مباراة متكافئة شهدت ندية كبيرة من الطرفين، وانتهت في وقتها الأصلي بالتعادل.
النتيجة فتحت الباب مجددًا للنقاش حول قدرة النصر على إنهاء المهمات الصعبة، لا سيما عندما يصل إلى مراحل الحسم. فالفريق يمتلك كوكبة من النجوم العالميين بقيادة كريستيانو رونالدو، وأوتافيو، وساديو ماني وغيرهم، ومع ذلك يجد صعوبة في ترجمة التفوق الفني إلى بطولات.
المشكلة الأعمق.. هل هي فنية أم ذهنية؟
رغم اختلاف الآراء حول الأسباب، إلا أن تحليل الدويش يطرح فرضية مهمة، وهي أن العثرات لا تأتي دائمًا بسبب نقص فني، وإنما من أخطاء فردية، أو ضغوط ذهنية، أو حتى ظروف تحكيمية مؤثرة، مثل ركلات الجزاء المثيرة للجدل أو القرارات التي قد تغيّر مسار المباراة.
كما يشير الدويش ضمنيًا إلى أن مجرد الوصول الدائم إلى النهائيات أو منصات التتويج، هو دليل على أن الفريق لا يعاني من ضعف أو غياب الهوية، لكنه بحاجة إلى إعادة تأهيل نفسي وفني للتعامل مع لحظات الحسم.
الوصافة لا تكفي.. جماهير النصر تريد البطولات
جماهير النصر، التي طالما افتخرت بتاريخ فريقها وإنجازاته، لم تعد ترى في "الوصافة" إنجازًا، بل باتت تطالب بإجابات واضحة حول سبب تكرار الفشل في اللحظات الأخيرة، في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به الفريق، سواء إداريًا أو ماليًا.
ومع تكرار السيناريو، بات من الضروري أن تفتح إدارة النادي، والجهاز الفني، واللاعبون، ملف الشخصية الذهنية للفريق، ومحاولة زرع ثقافة الحسم والانتصار في المباريات المصيرية.