رغم مرور ساعات على خسارة النصر لنهائي كأس السوبر السعودي 2025 أمام الأهلي، لا تزال الجماهير تتداول مشاهد المواجهة ومجرياتها، خاصة تلك اللحظة التي حسمت اللقب لصالح "الراقي" بركلات الجزاء الترجيحية.
في قلب الجدل، وُضِع لاعب وسط النصر عبدالله الخيبري تحت مجهر النقد والتحليل، بعد إخفاقه في تسجيل ركلة الجزاء الحاسمة، والتي تسببت – بحسب مشجعي النصر – في ضياع اللقب من بين أيدي "العالمي".
ركلة جزاء تُفجّر الجدل
انتهى الوقت الأصلي من المباراة المثيرة بالتعادل الإيجابي (2-2)، قبل أن تتجه المواجهة إلى ركلات الجزاء التي حُسمت لصالح الأهلي بنتيجة (5-3). وكان عبدالله الخيبري هو من نفذ ركلة الجزاء الأخيرة للنصر، والتي أهدرها بطريقة وصفتها الجماهير بـ"المرتبكة"، مما فتح عليه أبواب الانتقادات.
وعبر منصات التواصل الاجتماعي، وخصوصًا "إكس"، انقسمت الجماهير النصراوية ما بين مطالب برحيل الخيبري، وأخرى تؤكد أنه يستحق الفرصة والدعم.
هل إمكانيات الخيبري دون مستوى النصر؟
يرى كثير من مشجعي النصر أن الفريق بحاجة لتجديد الدماء في خط الوسط الدفاعي، وأن الخيبري لا يقدم الإضافة الكافية من حيث الافتكاك، التمرير تحت الضغط، والقدرة على قراءة مجريات اللعب.
هؤلاء المشجعون يعتبرون أن الفريق، الذي يضم كوكبة من النجوم على رأسهم كريستيانو رونالدو، وبروزوفيتش، وماني، يجب أن يمتلك لاعبًا محورًا بمواصفات أعلى من الحالية، خاصة في المباريات الحاسمة التي تتطلب لاعبين قادرين على التحكم في إيقاع اللقاء وتحمّل الضغط.
مؤيدو الخيبري: خطأ لا يُلغي الأداء
على الجانب الآخر، يقف قطاع لا بأس به من الجمهور في صف الخيبري، مؤكدين أن ركلات الجزاء لا تُعبر دائمًا عن جودة اللاعب، والدليل أن كبار النجوم العالميين قد أضاعوا مثلها في مناسبات حاسمة.
ويستشهد هؤلاء بثقة جميع المدربين الذين تعاقبوا على تدريب النصر في السنوات الأخيرة باللاعب، بدءًا من رودي غارسيا، مرورًا بلويس كاسترو، والآن خورخي خيسوس، حيث كان دائمًا حاضرًا في التشكيلات الأساسية أو ضمن العناصر البديلة المهمة.
ويصفونه بأنه لاعب "تكتيكي"، يجيد تنفيذ أدوار المدرب بدقة، ويضبط توازن الفريق في كثير من المباريات دون أن يبرز إعلاميًا.
أزمة النصر.. اللاعب أم مركز الارتكاز؟
وربما يثير الجدل حول الخيبري سؤالًا أعمق: هل المشكلة في اللاعب نفسه؟ أم في مواصفات من يُسند إليه مركز الارتكاز؟ إذ من الواضح أن النصر، رغم تعاقداته القوية هجوميًا، يعاني من غياب لاعب ارتكاز دفاعي بمواصفات "عالمية" يمكنه فرض الهيمنة على وسط الملعب، مثلما كان الحال مع لاعبين سابقين في أندية كبرى.
وفي ظل وجود لاعب مثل بروزوفيتش إلى جانبه، ينتظر الجمهور أن يكون شريكه في الارتكاز بمستوى موازٍ من القوة البدنية والانضباط التكتيكي.
مستقبل الخيبري مع النصر.. إلى أين؟
في ظل تصاعد الأصوات الناقدة، يبدو أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير الخيبري داخل صفوف "العالمي"، خاصة مع استمرار سوق الانتقالات الصيفية، واحتمالية دخول النصر في مفاوضات لضم لاعب وسط دفاعي أجنبي جديد.
لكن حتى يحدث ذلك، يبقى عبدالله الخيبري أحد الأسماء التي يراها المدربون "مهمة تكتيكيًا"، في حين تراها الجماهير "غير حاسمة فنيًا".