لا حديث يعلو داخل أروقة نادي النصر السعودي، في الآونة الأخيرة، فوق التألق الاستثنائي الذي يقدمه النجم البرتغالي جواو فيليكس، والذي فرض نفسه كأحد أبرز الأسماء في منافسات دوري روشن السعودي خلال الجولات الأولى من موسم 2025-2026.
من لاعب عانى من التذبذب وفقدان الثقة في أوروبا، إلى نجم يشعل المدرجات بلمساته وأهدافه وتمريراته الحاسمة، أصبح فيليكس أحد أبرز ركائز المشروع الفني الذي يقوده المدرب المخضرم خورخي خيسوس، ليشكل ثنائياً مرعباً مع الأسطورة كريستيانو رونالدو، ويُعيد اكتشاف نفسه بطريقة لم يتوقعها حتى أقرب المتابعين.
فما الذي حدث؟ وما هي الأسرار التي أعادت الحياة إلى مسيرة فيليكس الكروية؟ وكيف تحوّل من مشروع نجم محبط إلى لاعب من طراز فريد يُشعل المنافسة في الملاعب السعودية؟ إليك الكواليس الكاملة:
يُعد المدرب البرتغالي خورخي خيسوس العامل الأهم في تحول أداء فيليكس بشكل جذري منذ قدومه إلى النصر. العلاقة بين الطرفين تجاوزت حدود التعليمات الفنية، ووصلت إلى مستوى من الثقة والرعاية النفسية والتكتيكية، وهو ما كان يفتقده اللاعب في تجاربه السابقة مع أندية أوروبا.
خيسوس يعرف جيداً قدرات ومواصفات مواطنه، ولذلك لم يتردد في منحه دوراً محورياً في خطته، وإعادة توظيفه بطريقة تخدم إمكانياته، بعيداً عن الضغوط والمطالبات بالقيام بأدوار لا تناسب طبيعته الفنية.
وعبر جلسات فنية مكثفة، ومحادثات فردية، استطاع المدرب المخضرم أن يُعيد بناء اللاعب ذهنياً ومعنوياً، فظهر فيليكس بصورة متجددة، أكثر ثقة ونضجاً، وأكثر تأثيراً في مجريات اللعب.
لا يمكن الحديث عن تألق جواو فيليكس دون التوقف عند دور النجم الأسطوري كريستيانو رونالدو، الذي لم يكن مجرد زميل في الفريق، بل لعب دور "الأخ الأكبر" والقدوة.
من المعروف أن فيليكس لطالما اعتبر رونالدو مثله الأعلى، ومصدر إلهامه منذ بداياته. واليوم، يعيش حلم اللعب بجواره في النصر، ويتلقى منه الدعم والتوجيه، داخل الملعب وخارجه.
رونالدو بدوره لم يبخل على فيليكس بالتشجيع والمساعدة، وساهم بشكل مباشر في رفع مستواه، سواء عبر تحويل تمريراته إلى أهداف جميلة، أو بمنحه الثقة من خلال الإشادة العلنية بمستواه، وهو ما انعكس على أداء فيليكس بشكل ملحوظ.
هذا "الدويتو البرتغالي" أثبت منذ المباريات الأولى أنه أحد أخطر الثنائيات الهجومية في الدوري، ولا شك أن استمراره بهذا النسق سيقود النصر إلى منصات التتويج.
من الأسباب الجوهرية وراء انفجار مستوى فيليكس هذا الموسم هو الحرية التكتيكية التي يمنحها له الجهاز الفني بقيادة خورخي خيسوس.
بعيداً عن الحصر في مركز واحد، أطلق المدرب يد اللاعب في أدوار هجومية متنوعة، ما بين صانع ألعاب، ومهاجم ثانٍ، وجناح حر، ما سمح له باستغلال المساحات، وكسر الرقابة، والظهور في مناطق مؤثرة تُسهل عليه التسجيل وصناعة الفرص.
هذا التنقل الذكي داخل الملعب لم يمنح فقط حرية لفيلكس، بل أربك دفاعات الخصوم، وجعل من قراءته وتوقع تحركاته أمراً صعباً، وبالتالي بات تهديده الدائم مصدر إزعاج لأي دفاع يواجه النصر.