تتواصل تداعيات أزمة كأس السوبر السعودي التي أُقيمت مؤخرًا في مدينة هونغ كونغ الصينية، حيث لا تزال أصداء الأحداث المتسارعة تفرض نفسها على المشهد الرياضي في المملكة. وأبرز هذه التطورات، جاءت مع إعلان استقالة اتحاد الكرة السعودي في أعقاب الجدل الكبير الذي أثارته انسحابات الأندية، وعلى رأسها نادي الهلال، من البطولة.
الهلال ينسحب والاتحاد يدفع الثمن
جاء انسحاب نادي الهلال من نصف نهائي كأس السوبر السعودي ليشعل فتيل الأزمة، ويطرح تساؤلات واسعة حول طريقة تنظيم البطولة ومدى عدالة القرارات الصادرة بحق الأندية. وبعد سلسلة من الأحداث، أصدرت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم عقوبات رسمية بحق النادي، مما زاد من تعقيد المشهد.
وبدا واضحًا أن الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي تزايدت عقب الأزمة، إلى جانب موجة الانتقادات الواسعة، قد لعبت دورًا كبيرًا في دفع اتحاد الكرة إلى تقديم استقالته الجماعية، في خطوة وصفت بأنها محاولة "لإنقاذ ما يمكن إنقاذه" من صورة الاتحاد أمام الرأي العام الرياضي.
تعليق إعلامي يعكس الواقع
وفي سياق متصل، عبّر الإعلامي السعودي فهد الروقي عن رأيه في المشهد، من خلال منشور على حسابه في منصة إكس (تويتر سابقًا)، قال فيه:
"بعد ما حدث في السوبر، بقاء اتحاد القدم بجميع لجانه (مضيعة وقت)."
ويعكس هذا التصريح حجم الإحباط المتزايد من أداء الاتحاد الحالي، وطبيعة القرارات التي تم اتخاذها، والتي رآها كثيرون بأنها كانت غير منصفة وأثارت المزيد من الانقسام داخل الوسط الرياضي.
الأهلي يحسم اللقب.. والنصر يضيع التتويج
وعلى الرغم من كل ما رافق البطولة من جدل، إلا أن فريق الأهلي السعودي نجح في اقتناص لقب كأس السوبر السعودي 2025، بعد مباراة مثيرة أمام نادي النصر، حُسمت بركلات الترجيح. وقد تقدم النصر في المباراة، لكن الفريق فشل في الحفاظ على أفضليته، ليخسر اللقب في نهاية المطاف، في خيبة أمل جديدة لعشاق "العالمي".
إلى أين تتجه الكرة السعودية بعد هذه العاصفة؟
تبقى الأسئلة معلّقة حول ما إذا كانت هذه الاستقالة ستُمهّد لتغيير جذري في إدارة كرة القدم السعودية، أم أنها مجرد استجابة مؤقتة للضغط العام. وفي كل الأحوال، يبدو أن أزمة السوبر قد كشفت عن خلل واضح في منظومة التنظيم والإدارة، وهو ما يتطلب مراجعة شاملة لضمان عدم تكرار هذه الفوضى مستقبلاً.
ومع قرب انطلاق الموسم الكروي الجديد، تتجه أنظار الشارع الرياضي السعودي إلى من سيخلف الاتحاد الحالي، وما إذا كان قادرًا على استعادة الثقة، وفرض العدالة، وتحقيق تطلعات الجماهير في ظل طموحات كبيرة للمملكة في الساحة الرياضية العالمية.